14 May
14May
التنمية المستدامة في القطاع الزراعي ( الإنتاج النباتي والحيواني ) ـ الزراعة والإنتاج النباتي والحيواني المستدامين وسيلة لممارسة العمليات الزراعية لتحسين المهارات والتكنولوجيا لتحقيق استقرار الإنتاج وحماية البيئة وسلامة المستهلك ترتكز سياسات وبرامج التنمية المستدامة على دراسات واقعية لزيادة كفاءة نظم الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وحتى السمكي وبالتالي تؤدي إلى المحافظة على تنمية متصاعدة قائمة على مبدا العدالة في الإنتاج وتوزيع العائد من هذا الإنتاج عليه، فإن الاستخدام الأمثل للموارد الزراعية، وتدعيم وتعزيز دور المؤسسات والتنظيمات المجتمعية وزيادة فاعليتها في دفع عجلة التنمية الزراعية ، هذا بالإضافة الى النهوض بمساهمة الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية في تحسين المستويات المعيشية في كافة المحافظات السورية وتحقيق التنمية المتوازنة. أهمية التنمية المستدامة وعلى الرغم من الإجماع العالمي على أهمية التنمية المستدامة، فإن ثمة جدل عالمي كبير حول القواسم المشتركة والمنهجيات والممارسات المرتبطة بتطبيقاتها من بلد لآخر وعلى المستويات المحلية والاقليمية وعلى النطاق العالمي أيضا، فالأنظمة الزراعية السائدة كما يرى الكثيرون قد حققت مكاسب هائلة في كمية وتنوع الإنتاجية خلال الـ50 سنة الماضية نتيجة للزراعة المكثفة والابتكارات العلمية والتقدم التكنولوجي السريع التي أدخلت للزراعة ـ اختيار محاصيل ذات الإنتاجية العالية (الهجين)، الاستثمارات الرأسمالية الكبيرة في إدارة الإنتاج واستخدام المبيدات والأسمدة ومدخلات الطاقة وارتفاع كفاءة العمل، والصناعات الزراعية المصاحبة. وقد يرى آخرون أن تلك الزيادة في الإنتاجية أتت على حساب استنزاف الموارد الطبيعية المحددة لاستدامة الإنتاج الزراعي نفسه والنظم الحيوية ويستشهد هذا الاتجاه بماخلفته الملوثات الزراعية (المبيدات والاسمدة الكيماوية) من آثار سلبية خطيرة وكذلك بسبب التغيرات الجينية على المحاصيل الزراعية وتغيير صفاتها الطبيعية. إن التفاعلات بين النظم الزراعية والتربة والمياه والنباتات والحيوانات، والغلاف الجوي، معقدة ولها آثار عكسية على المدى الطويل، هذا بالاضافة الى المشاكل البيئية المتشابكة مع القوى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وبعض هذه المشاكل هي عالمية النطاق في حين أن حلول معظمها يمكن أن يتم محلياً، فمشاكل تآكل التربة وفقدان المواد العضوية والقدرة على الاحتفاظ بالرطوبة وتملح التربة ومياه الري في المناطق الزراعية المروية وتوسع ظاهرة التصحر بسبب الانشطة البشرية المرتبطة بها، كلها مشاكل متزايدة، لاسيما في المناطق الجافة قليلة الامطار والتي يمكن الحد من توسعها وحلها تدريجيا من خلال تطبيق مفهوم التنمية الزراعية المستدامة. وتشير خلاصة الاستنتاجات والدراسات العديدة أن المفهوم الشامل للزراعة المستدامة يعني نظام متكامل لممارسات الإنتاج النباتي والحيواني الذي يمكن تطبيقه في مواقع محددة من شأنه تلبية الاحتياجات الغذائية للإنسان وحفظ قاعدة الموارد الطبيعية التي يعتمد عليها الاقتصاد الزراعي وتحسين نوعية الحياة للمزارعين والمجتمع ككل على المدى الطويل، وقد أكتسب مصطلح “التنمية المستدامة” أهمية وشيوعاً بعد منتصف التسعينيات من القرن الماضي خاصة بعد قمة الارض (ريودي جانيرو 1994)، ومصطلح الزراعة المستدامة “Sustainable agriculture”جاء من الأصل اللاتيني (sustinere) أي أن (sus، تعني تحت) و(tinere) تعني الاحتفاظ أو الحفاظ على وجود وقدرة إنتاجية الارض والنظم المرتبطة بها على المدى الطويل. لقد أصبح مفهوم التنمية المستدامة وخاصة الزراعية أكثر انتشار على المستوى العالمي بعد أن أصدرت وزيرة الزراعة الأميركية آنذاك (دانيال جليكمان) مذكرة في عام 1996م، بأن “تلتزم وزارة الزراعة الأميركية بالعمل لتحقيق الاستدامة الاقتصادية والبيئية والاجتماعية من المواد الغذائية المتنوعة والألياف والزراعة والغابات ونظم الرعي لتحقيق التوازن بين أهداف تحسين الإنتاج والربحية، والإشراف على قاعدة الموارد الطبيعية والنظم الايكولوجية وتحسين معيشة المجتمعات الريفية، وأن تعمل وزارة الزراعة الأميركية على إدماج هذه الأهداف إلى سياساتها وبرامجها من خلال التعاون المشترك بين الوكالات والشركات ووسائل الإعلام”. الزراعة المستدامة ان الزراعة المستدامة هي” وسيلة لممارسة العمليات الزراعية التي تسعى إلى تحسين المهارات والتكنولوجيا لتحقيق استقرار الإنتاج على المدى الطويل وحماية البيئة وسلامة المستهلك. فالهدف من الزراعة المستدامة إذن هو تقليل الآثار السلبية الآنية وعلى المدى البعيد مع توفير مستوى الإنتاج والربح المستدام، والحفاظ على الموارد الطبيعية هو جزء لا يتجزأ من مفهوم تحقيق التنمية الزراعية المستدامة، وممارسات الزراعة المستدامة تشمل: تقنيات الإدارة المتكاملة للآفات التي تقلل من الحاجة إلى المبيدات واستخدام أصناف مقاومة، الالتزام بمواعيد الزراعة والضوابط البيولوجية للآفات ومكافحة الحشائش الضارة بيولوجيا، وحفظ التربة والمياه، واستخدام استراتيجيات الأسمدة الخضراء (استخدام المدخلات الطبيعية أو الاصطناعية بطريقة لا تشكل خطراً على صحة الإنسان والحيوان والبيئة)، هذا النهج يشمل المزرعة بأكملها بالاعتماد على خبرة المزارعين والاستفادة من فرق العمل من العلماء والمتخصصين من القطاعين العام والخاص. د.ثائر محمود
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة