《تنمية بعض المهارات الحياتية لدى تلاميذ》
إن التعليم هو بوابة المستقبل وهو المنطلق لكل إصلاح مجتمعي وأساس نهضة المجتمعات والسبيل للتقدم. فبالعلم تستنير العقول وبالتعليم تبنى الاوطان حيث يعد التعليم الاستثمار الأول الذى تتنافس فيه كل الأمم وإذا كان عصرنا الحالي يشهد تطوراً في شتى مجالات الحياة نتيجة للثورة المعلوماتية والتقنية ذلك الأمر الذى يدعو لتطوير جميع عناصر المنظومة التعليمية والارتقاء بأهداف العملية التعليمية مما يتطلب على المدرسة أن لا تكن بمعزل عن هذه التطورات المتلاحقة ويتغير دورها من تلقين للمعلومات اعتمادا على عنصر واحد هو المعلم إلى الاهتمام بمحور العملية التعليمية وهو المتعلم وتنميته تنمية شاملة متطورة ومتكاملة معرفياً ووجدانياً ومهاريأ وإعداده إيجابياً للحياة ونظراً لأن مادة العلوم بمختلف مجالاتها من المواد الدراسية التي يعول عليها الكثير في إعداد أفراد متعلمين قادرين علي مواجهة هذه التطورات بما لديهم من معرفة علمية وإعمال عقولهم للتدبر والتفكير وتفسير وحل ما تواجههم من مشكلات.وذلك لن يتحقق إلا بزيادة فاعلية عملية التعليم والتعلم والتمركز حول المتعلم وذلك بإتباع المعلمين طرقاً تدريسية حديثة وأساليباً واستراتيجيات تدريسية متنوعة تهتم بالمتعلمين وتزيد من نشاطهم وإنجابيتهم في الموقف التعليمي وتكسبهم معلومات وتنمى لديهم مهارات حياتية عديدة تجعل المتعلم يشعر بمدى أهمية ما يتعلمه والاستفادة منه في حياته ومواجهة مواقف الحياه المختلفة. انه لا جدال في أن المهارات الحياتية ضرورة حتمية لجميع الأفراد في أي مجتمع فهي من المتطلبات الأساسية التي يحتاج إليها الفرد لكى يتوافق مع نفسه ومع المجتمع الذى يعيش فيه ويتعايش معه حيث تمكنه من التعامل الذكي مع المجتمع وتساعده على مواجهة المشكلات اليومية والتفاعل مع مواقف الحياة. يجب أن نعمل على تنمية المهارات الحياتية خاصة في المراحل الأولى في حياة المتعلمين وذلك لأن المتعلمين في هذه المراحل يتمتعون برغبة كبيرة في التفاعل مع المجتمع واكتساب الخبرات الواقعية وهذا يدعونا إلى استغلال هذه الخصائص أفضل استغلال والعمل على تنميتها من خلال التدريب على هذه المهارات في سن مبكر مما يزيد من قدرة المتعلم على ممارسة هذا النوع من التعلم كلما تقدم في المراحل التعليمية. أن من أهم أهداف النظام التعليمي هو تنمية قدرة المتعلم على التكيف مع البيئة المتغيرة من حوله وتحقيقاً لهذا الهدف يحتاج إلى مناهج وعمليات تعليم وتعلم تعمل على تنمية المهارات الحياتية لديه لتمنحهم القدرات المطلوبة والسلوك التكيفي والإيجابية كمهارات التعامل مع الآخرين والاتصال وصنع القرار والتفكير الناقد وغيرها من المهارات التي تمكنهم من التعامل بشكل فعال مع متطلبات وتحديات الحياة اليومية دور المؤسسة التربوية الحديثة من مسئولية إعداد كل متعلم ليكون عنصرا إيجابياً فعالاً ومؤهلاً لبناء مجتمعه وتطويره فلم يعد دور المدرسة مقتصراً على تزويد المتعلم بالمعارف النظرية وإنما تعدى ذلك إلى تدريبه على مجموعة من المهارات الحياتية التي تؤهله للنجاح والتميز في حياته. على كل معلم ومعلمة الاهتمام بدراسة التصورات لدى المتعلمين حول مهارات الحياة . وذلك لتعديلها إن كانت خاطئة والتأكيد عليها إن كانت صحيحة ومساعدتهم على تطويرها واستخدامها في محلها ويكافئهم بهدف تحسين أدائهم الاجتماعي وتنميتهم فردياً واجتماعياً بشكل يساعد على مواجهة التأثيرات الاجتماعية الطارئة إن وجدت. أن مجتمعاتنا تواجه اليوم تحديات عدة في جميع المجالات العلمية والمعلوماتية والتكنولوجية والاجتماعية والثقافية مما يوقع مسئولية كبيرة على عاتق العملية التربوية والعاملين بمجالها نحو إعداد أجيال تستطيع التكيف مع هذه التغيرات وتلك التحديات ويمكنها ان تلبى متطلبات الحاضر والمستقبل بإيجابياته وسلبياته لذا فعليها التوجه نحو إكسابهم المهارات الحياتية ودمجها في المناهج الدراسية لإعداد مواطن قادر على المواجهة في كل الظروف والمستجدات. ولأن المقررات الدراسية هي الوسيلة الأساسية للمدرسة في تنمية الفرد وإعداده فلابد أن يراعى القائمون عليها ذلك عند بنائها وتطويرها حيث يتميز كل مقرر بمهارات حياتية تتلاءم مع أهدافه العامة ومكونات مادته العلمية ومع اتفاق بعض الدراسات على ذلك إلا أن هناك بعض الدراسات الأخرى التي تشير إلى ضعف وقصور تناول المقررات الدراسية وإسهامها في تنمية المهارات الحياتية التي أشارت إلى تدنى تناول مقرر اللغة الانجليزية للصف السادس في بعض الدول العربية هي نقص ِالمهارات الحياتية. أنه لا يوجد خطة علمية شاملة ومحكمة للعناية بالمهارات الحياتية .
المراجع والتلخيص من كتب المشروعات التعليمية في المراحل التعليمة .